إجراءات دعوى الحراسة القضائية في القانون المدني
إجراءات دعوى الحراسة في القانون المدني تبدأ بتقديم طلب من أحد الأطراف المعنية إلى المحكمة المختصة، سواء كانت محكمة الموضوع أو القضاء المستعجل، في حال وجود نزاع على مال معين. يتضمن الطلب طلب تعيين حارس قضائي لإدارة المال المتنازع عليه وحمايته حتى يتم الفصل في النزاع. يجب على مقدم الطلب تقديم الأدلة التي تثبت وجود نزاع جدي على المال وضرورة اتخاذ إجراءات مؤقتة لحمايته من التصرف غير المشروع أو التبديد.
بعد تقديم الدعوى، تقوم المحكمة بالفصل في الطلب وقد تقرر تعيين حارس قضائي، وتحدد مهامه ومسؤولياته، مثل الحفاظ على المال أو إدارته لصالح الأطراف المعنية. يظل قرار الحراسة مؤقتًا إلى حين البت في النزاع الموضوعي. في حالة الاستعجال، يمكن أن يرفع الطلب إلى القضاء المستعجل، الذي يقوم باتخاذ قرار سريع بتعيين الحارس في الحالات التي تتطلب تدخلاً عاجلاً. في النهاية، تظل إجراءات دعوى الحراسة مؤقتة وغير قاطعة للحقوق، حيث لا تمس أصل النزاع حول ملكية المال أو حقوق الأطراف فيه.
كيفية رفع الدعوى في القانون المدني :
في القانون المدني، يتم رفع الدعوى من خلال تقديم صحيفة دعوى إلى المحكمة المختصة. تبدأ الإجراءات بتحديد المحكمة التي لها اختصاص نوعي ومحلي بالنظر في القضية، سواء كانت محكمة موضوع أو محكمة مختصة بنوع معين من القضايا مثل المحاكم التجارية أو العمالية. يجب على المدعي إعداد الصحيفة التي تتضمن كافة البيانات اللازمة، مثل أسماء الأطراف المعنية، وصف الدعوى، الطلبات المقدمة من المدعي، وتفاصيل الوقائع القانونية التي تُبرر الدعوى.
بعد إعداد الصحيفة، يُسجل المدعي الدعوى في المحكمة وتُسلم نسخة منها إلى المدعى عليه ليتمكن من الرد عليها. في بعض الحالات، قد تتطلب الدعوى مستندات إضافية لإثبات الحقوق أو الوقائع المطروحة في القضية. بناءً على ذلك، تقوم المحكمة بإجراءات التحقيق أو الاستماع إلى الأطراف، وقد تصدر حكمًا بعد النظر في الأدلة والشهادات.
في حال وجود حاجة لإجراءات استعجالية، يمكن رفع الدعوى أمام القضاء المستعجل الذي يتخذ قرارات مؤقتة لحماية الحقوق لحين الفصل النهائي في القضية.
( أ ) في حالة رفع الدعوى أمام القضاء المستعجل :
في القانون المدني، يُمكن رفع الدعوى أمام القضاء المستعجل في حالات تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وطارئة للحفاظ على الحقوق أو الممتلكات التي قد تتعرض لخطر داهم. يُختص القضاء المستعجل بالنظر في الأمور التي تحتاج إلى حلول عاجلة، دون المساس بأصل الحق في النزاع. ويتميز القضاء المستعجل بأنه لا يبت في موضوع الدعوى بشكل كامل، بل يقتصر على اتخاذ تدابير مؤقتة تهدف إلى حفظ الوضع القائم أو منع تفاقم الضرر لحين الفصل في الدعوى الأصلية.
في حالة رفع الدعوى أمام القضاء المستعجل، يكون القاضي مختصًا بالنظر في التدابير الوقائية مثل إجراءات الحراسة أو وقف التنفيذ أو إصدار أوامر منع لحماية الحقوق من الأضرار المحتملة. على سبيل المثال، إذا كان هناك نزاع على ملكية عقار أو مال معين، ويهدد أحد الأطراف بتدميره أو التصرف فيه بشكل غير قانوني، يمكن للطرف المتضرر رفع دعوى أمام القضاء المستعجل لتعيين حارس قضائي مؤقتًا على المال المتنازع عليه لحين صدور حكم نهائي في القضية.
المحكمة المستعجلة تعمل بشكل سريع لاتخاذ التدابير اللازمة، ويجب أن تكون هناك حاجة ملحة لدرء الخطر الذي قد يتعرض له المال أو الحقوق، ولا يجوز للقاضي في هذه الحالة التطرق إلى موضوع الدعوى أو التحقق من صحة أو باطل النزاع.
( ب ) في حالة رفع الدعوى بطريق التبعية إلي محكمة الموضوع :
في القانون المدني، في حالة رفع الدعوى بطريق التبعية إلى محكمة الموضوع، يكون الهدف هو معالجة مسألة متعلقة بالدعوى الأصلية التي تنظرها المحكمة ذات الاختصاص. يتم رفع هذه الدعوى عندما يكون النزاع الفرعي أو التابع مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالدعوى الأصلية ولا يمكن فصله عنها دون التأثير على الحكم في القضية الأساسية. على سبيل المثال، إذا كان هناك نزاع على ملكية مال معين، يمكن أن ترفع دعوى الحراسة بطريقة تبعية للمحكمة التي تنظر في النزاع الرئيسي، وذلك للحفاظ على المال محل النزاع حتى يتم الفصل في القضية الأصلية.
الخصم الذي يرفع الدعوى التبعية يطلب من المحكمة اتخاذ إجراءات مؤقتة، مثل تعيين حارس قضائي، لحين البت في النزاع الموضوعي. هذه الدعوى التبعية لا تُعتبر دعوى مستقلة، بل هي جزء من الدعوى الأصلية، وتختص محكمة الموضوع بنظرها كإجراء مؤقت يهدف إلى حماية حقوق الأطراف وضمان عدم التصرف في المال المتنازع عليه.
هل يجوز طلب فرض الحراسة القضائية بأمر علي عريضة :
في القانون المدني، يُعتبر فرض الحراسة القضائية من التدابير الوقائية التي يمكن طلبها للحفاظ على المال أو الممتلكات المتنازع عليها في حالات معينة. ومع ذلك، لا يجوز عادةً طلب فرض الحراسة القضائية بأمر على عريضة إلا في الحالات التي يقر فيها القانون ذلك صراحة، حيث أن الحراسة القضائية تتطلب عادةً قرارًا قضائيًا بعد النظر في كافة جوانب النزاع.
طلب فرض الحراسة القضائية
بأمر على عريضة يعني أن الشخص المعني يقدم طلبًا للمحكمة لفرض الحراسة بدون جلسة محاكمة أو سماع الأطراف المعنية، بناءً على الظروف الطارئة أو العاجلة. في بعض الحالات الاستثنائية، مثل
الخطر العاجل الذي يهدد المال أو الممتلكات بالضياع أو التلف قبل أن تتمكن المحكمة من عقد جلسة، يمكن للقاضي أن يقرر فرض الحراسة القضائية بناءً على طلب عريضة (طلب مكتوب دون الحاجة إلى حضور الأطراف) إذا كانت هناك
دوافع قانونية واضحة لذلك.
لكن، بشكل عام، يقتصر فرض الحراسة القضائية بقرار من المحكمة بعد سماع الأطراف المعنية، وذلك لحماية حقوقهم وضمان العدالة. لذا، فإن
طلب فرض الحراسة القضائية بأمر على عريضة يعتبر استثناءً ويجب أن يتوفر
الخطر العاجل أو
الحاجة الملحة لضمان عدم الإضرار بالمال أو الممتلكات.
الأشخاص الواجب اختصامهم في دعوى الحراسة :
في دعوى الحراسة في القانون المدني، يجب اختصام الأشخاص الذين لهم علاقة مباشرة بالمال المتنازع عليه أو الذين قد يتأثرون بالقرار الذي يصدر في الدعوى. أولاً، يجب اختصام
المالك أو أصحاب الحقوق في المال المتنازع عليه، وذلك لضمان إبلاغهم بالإجراءات التي يتم اتخاذها في شأن المال. ثانيًا، يتم اختصام
الأطراف المتنازعة في النزاع الأصلي على المال، لأنهم قد يكونون أصحاب مصلحة في نتيجة الدعوى.
في حال كان المال محل النزاع ملكًا مشتركًا أو يخضع لحقوق مشتركة، يجب اختصام
جميع الشركاء أو أصحاب الحقوق المشتركة في المال لضمان تمثيل كافة الأطراف المعنية. إذا تم تعيين حارس قضائي، يُعتبر هو أيضًا طرفًا في الدعوى باعتباره الشخص المسؤول عن إدارة المال وحمايته أثناء سير القضية. يمكن أن تشمل الأشخاص الواجب اختصامهم أيضًا
أي جهة أو شخص آخر قد يكون له علاقة بالمال أو له مصلحة في إجراء الحراسة، مثل الدائنين أو الأوصياء في بعض الحالات.
وجوب توافر المصلحة والصفة في دعوى الحراسة :
في القانون المدني، يشترط لرفع
دعوى الحراسة توافر
المصلحة و
الصفة لدى المدعي، حيث أن هذين الشرطين يعدان من الأسس الأساسية لقبول الدعوى ومنح القاضي الاختصاص للنظر فيها.
- المصلحة: يشترط أن يكون المدعي صاحب مصلحة قانونية في دعوى الحراسة، بمعنى أن يكون له حق أو مصلحة مباشرة في حماية المال أو الممتلكات المتنازع عليها. فالمصلحة قد تكون متعلقة بالحق في المال أو العقار الذي يحتاج إلى حراسة للحفاظ عليه من التلف أو الضياع قبل الفصل في النزاع القائم. دون وجود مصلحة قانونية واضحة، لا يُقبل الدعوى، لأن القضاء لا يُعنى بنزاعات لا تؤثر مباشرة على حقوق الأفراد.
- الصفة: يشترط أيضًا أن يكون للمدعي الصفة القانونية في رفع الدعوى، أي أن يكون هو الشخص المخول قانونًا بالتقدم بها. في سياق دعوى الحراسة، يمكن أن يكون المدعي هو المالك للمال المتنازع عليه أو المستفيد من الحماية القانونية لهذا المال، مثل المستأجر في حالة العقار المتنازع عليه. فإذا لم يكن للمدعي صفة قانونية في المطالبة بالحراسة، مثل حال رفع الدعوى من شخص ليس له علاقة بالمال محل النزاع، فإن الدعوى تُرفض.
بالتالي، توافر المصلحة والصفة في دعوى الحراسة أمر ضروري لضمان أن الشخص الذي يرفع الدعوى هو صاحب الحق في حماية المال المتنازع عليه وأنه يتصرف في الدعوى بحكم القانون.
لا محل للتصدى لطلب فرض الحراسة :
في القانون المدني، لا محل للتصدي لطلب فرض الحراسة في الحالات التي تكون فيها الشروط القانونية قائمة والتي تستدعي حماية المال المتنازع عليه. إذا ثبت وجود نزاع جدي حول المال وأن هناك خطرًا من التصرف فيه أو تبديده، فإنه يحق للخصم طلب فرض الحراسة القضائية بغرض الحفاظ على المال وإدارته مؤقتًا لحين البت في النزاع الموضوعي. في هذه الحالات، لا يمكن للمحكمة رفض فرض الحراسة بناءً على إرادة الأطراف أو التذرع بعدم وجود مصلحة، طالما أن الشروط القانونية تقتضي ذلك.
إجراءات فرض الحراسة تهدف فقط إلى حفظ المال وحمايته، ولا تعني المساس بأصل الحق أو تقرير ملكيته. لذا، لا يوجد محل للتصدي لطلب الحراسة إذا كانت القضية تتطلب اتخاذ تدابير عاجلة لحماية المال من التصرفات التي قد تؤثر على سير الدعوى أو حقوق الأطراف.
دعوى الحراسة لا تقطع التقادم :
في القانون المدني،
دعوى الحراسة لا تقطع التقادم، أي أن رفع دعوى الحراسة على مال متنازع عليه لا يؤدي إلى توقف أو إيقاف سريان فترة التقادم الخاصة بالحقوق المتعلقة بهذا المال. التقادم هو المدة الزمنية التي يكتسب فيها الشخص حقًا أو يفقده بسبب مرور الوقت، وإذا كانت الدعوى تهدف فقط إلى الحفاظ على المال وإدارته مؤقتًا لحين الفصل في النزاع، فإن رفعها لا يؤثر على حساب فترة التقادم الخاصة بحقوق الملكية أو أي حقوق أخرى مرتبطة بالمال المتنازع عليه.
بمعنى آخر، لا توقف دعوى الحراسة سريان المدة القانونية التي قد يكتسب خلالها أحد الأطراف حقًا معينًا أو يفقده بسبب مرور الوقت. لذلك، إذا كان أحد الأطراف يسعى لحماية حقه في الملكية أو التصرف في المال، فإن عليه متابعة الإجراءات القانونية الأخرى المتعلقة بالتقادم بجانب رفع دعوى الحراسة لضمان عدم فوات المواعيد القانونية المحددة.
اتصل اليوم للحصول على استشارة قانونية متخصصة
لا تدع المشكلات القانونية تعيقك عن تحقيق أهدافك. اتصل بـ محمد منيب المحامي اليوم لتحديد موعد استشارة قانونية. مع محمد منيب، ستجد دائمًا من يدعمك ويحمي حقوقك بكل احترافية وتميز.
محمد منيب المحامي – الخبرة التي تثق بها، والنتائج التي تستحقها.
✔️ تواصل معنا الآن للحصول على استشارة قانونية مدفوعة!
✔️ ضمان السرعة والدقة في إنجاز معاملاتك القانونية.استشارة قانونية شاملة.حرصا منا على وقت عملائنا من قبل المستشار محمد منيب شخصيا خدمة مقابلة اون لاين من خلال تطبيق meet على Gmail توفر لك دعماً قانونياً عبر الانترنت .
📞 للاستفسار أو الحجز خدمة العملاء: 01006321774
📍 عنوان المكتب: 13 شارع الخليفه من شارع الهرم بجوار السجل المدني